Résumé:
عالجنا في بحثنا هذا التجارب التاريخية لتدويل العملات والتي تعكس تطور استخدام العملة دوليا في التجارة الدولية ثم في التمويل، إلى الاستثمار والتداول في أسواق مالية حرة متطورة تدعم توسعها على المستوى الدولي. كان هذا المسار التقليدي للجنيه الاسترليني أولا ثم جاء عصر الدولار الأمريكي العملة الدولية المهيمنة على النظام النقدي الحالي. وتهدف دراستنا خاصة إلى التعرف على مسار الصين لتحقيق طموحها في عملة دولية تستكمل بها صعودها الاقتصادي، وتوسع نفوذها في الشؤون النقدية وتزيد وزنها الجيوسياسي، الصين القوة الصناعية والتجارية الكبرى ولكن بنظام مالي غير متطور وبدون عملة تعكس مكانتها تلك في العالم.
وتوصلنا إلى أن الصين أطلقت مبادرتها الخاصة لتدويل الرنمينبي" المعروف أيضا باسم اليوان"، معتمدة على قوتها التجارية حيث روجت للاستخدام الدولي له من خلال مخطط التسوية التجارية عبر الحدود بالرنمينبي ثم أطلقت السوق البحري للرنمينبي في منطقة هونغ كونغ ليتوسع تدريجيا إلى دول أخرى. حققت العملة الصينية نجاحا نسبيا في أداءها لوظائف العملة الدولية وأصبح ضمن سلة SDR، لكن توسيع هذه الانجازات يصطدم بتحديات كثيرة أهمها ضوابط حساب رأس المال ونظام الصرف المدار، رغم ذلك تستمر عملية تدويل الرنمينبي لكن الطريق مازال طويلا لمنافسة الدولار.