Résumé:
يعتبر موضوع تعبئة الموارد المحلية وتحقيق كفاءة التوزيع من أهم المرتكزات التي تبنى عليها التنمية الاقتصادية والاجتماعية،خاصة في ظل مشكلة التفاوت في توزيع الدخول والثروات، ومن بين هذه الموارد نجد الزكاة بأركانها، مقاصدها وشروطها قادرة على الإسهام في توظيف الأموال واستغلالها داخل النشاط الاقتصادي وبالتالي تحقيق العدالة، التوازن والضمان الاجتماعي.
تمحورت مشكلة الدراسة حول مدى مساهمة مؤسسات الزكاة في تعبئة الموارد المحلية وإعادة توزيع الدخول والثروات، وقد تطلب الإجابة عن هذه الإشكالية دراسة التأصيل النظري لمتغيرات الدراسة من البناء المؤسسي للزكاة، بالإضافة إلى دور الزكاة في تعبئة الموارد المحلية وكذلك التعرف على دورها في توزيع الدخول والثروات، ولقد تم اتخاذ مجموعة من التجارب كنماذج واقعية، والتي انقسمت إلى شكلين، حيث أن الشكل الأول تمثل في المؤسسات القائمة على الإلزام في التحصيل المتواجدة على مستوى السودان، المملكة العربية السعودية وماليزيا،أما الشكل الثاني تمثل في مؤسسات الزكاة القائمة على الطوعية في تحصيل الزكاة المتواجدة على مستوى الكويت والأردن، إلى جانب وعرض مسار صندوق الزكاة في الجزائر.
تشير نتائج الدراسة إلى أن مؤسسة الزكاة يمكنها أن تؤدي دورا فعلا في تعبئة الموارد المحلية وإعادة توزيع الثروة بين أفراد المجتمع، ومساعدة الفقراء والمساكين على العمل من خلال دعمهم وتوفير رؤوس الأموال لهم، وأن التكرار السنوي للزكاة يزيد من فعاليتها في إعادة توزيع الثروة،ومن أجل أداء مؤسسة الزكاة لدورها فهي تحتاج إلى توفير الموارد البشرية المؤهلة، المادية، النصوص التشريعية وما لها من أهمية في منحها الاستقلالية.