Résumé:
رغم اعتمادها كأحد الإستراتيجيات المهمة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، لازالت المؤسسات الصغيرة والمتوسطة خصوصا في الدول النامية تعاني مجموعة من المشاكل التمويلية. سنحاول خلال هذه الدراسة تقديم حل لهذه الإشكالية من خلال البحث في البديل التمويلي الإسلامي الذي توفره البنوك والمؤسسات المالية الإسلامية، وسنحاول معرفة إن كان تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة نشاط يساهم في فعالية البنوك والمؤسسات المالية الإسلامية، ويمكنها من تحقيق أهدافها. وإن كانت هذه الفعالية بأبعادها المختلفة تؤثر على تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ما يجعل هذا التمويل (التمويل الإسلامي) يتمتع بالجودة الكافية التي تجعله يلبي طلبات واحتياجات هذه المؤسسات؛ لتحقيق أهداف البحث قمنا وبالاعتماد على الدراسات السابقة النظرية والتطبيقية بتطوير واختبار نموذج تقديري للتحقق من مختلف الارتباطات بين متغيرات الدراسة، أين تم الاعتماد في عملية جمع البيانات على إستبانة ممثلة بـ 03 محاور وتعبر عن متغيرات الدراسة، وقد تم توزيع 170 إستبانة على عينة الدراسة الممثلة بموظفي البنوك الإسلامية بالجزائر (مدير فرع، نائب مدير فرع، رئيس وموظفي مصلحة التمويل) . تم استرجاع 140 منها 08 غير صالحة للتحليل، وتم معالجة البيانات بواسطة مجموعة من البرامج الإحصائية، بحيث نختبر العوامل المحددة لفعالية المؤسسات المالية الإسلامية في تمويلها للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة من وجهة نظر إطاراتها باستخدام أدوات التحليل العاملي الاستكشافي والتوكيدي بالاستعانة ببرنامج AMOS وSPSS، وبعدها دراسة تأثير هذه الفعالية على جودة التمويل المقدم للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة باستخدام أدوات اختبار المسار بالاستعانة ببرنامج النمذجة بالمعادلة البنائية وفق مقاربة المربعات الصغرى الجزئيةSMART PLS3. . خلصت الدراسة الميدانية إلى أن أبعاد فعالية البنوك الإسلامية وفق مدخل تحقيق الأهداف تمثلت في: تحقيق الإيراد، توفير بديل تمويلي حلال، كسب ود وولاء العملاء من أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، فيما تم استبعاد البعد الخاص باسترجاع التمويل رغم أهميته من الناحية النظرية، وتوصلنا إلى أن فعالية البنوك الإسلامية محل الدراسة تنعكس على جودة التمويل الذي تقدمه للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وكمحاولة منا لتقديم بعض الحلول لتطوير التمويل الإسلامي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالجزائر قمنا بدراسة تجربتين رائدتين، الأولى تخص دولة ماليزيا التي اعتمدت برامج عديدة لتمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من مصادر مختلفة والثانية تخص دولة السودان التي اعتمدت التمويل الإسلامي الأصغر كآلية لمحاربة الهشاشة وسط المجتمع أولا، ثم السير بهذه الآلية لتعزيز الاقتصاد الوطني ودمجها مع متغيرات الاقتصاد الكلي. الكلمات المفتاحية: الفعالية، البنوك والمؤسسات المالية الإسلامية، المؤسسة الصغيرة والمتوسطة
