تحول النظام المصرفي التقليدي للعمل وفق أحكام الشريعة الإسلامية تجربة التحول السودانية والماليزية وسبل استفادة الجزائر منها

Abstract

تناول هذا البحث دراسة علمية اقتصادية لظاهرة التحول من النظام المصرفي التقليدي إلى النظام المصرفي الإسلامي، والتي تعد من أبرز الأحداث التي شهدتها الساحة الاقتصادية العالمية في الآونة الأخيرة. حيث تهدف هذه الدراسة إلى بيان طرق وأساليب التحول من نظام مصرفي تقليدي إلى نظام مصرفي إسلامي، وكذا توضيح أهم المتطلبات والعقبات التي تواجه المصارف للعمل بطرق شرعية، وإبراز بعض التجارب الدولية الناجحة في التحول للنظام المصرفي الإسلامي، وأيضا دراسة التجارب الدولية للخروج ببعض التوصيات التي يمكن للمصارف الجزائرية الاستفادة منها للتحول السلس للمصارف التقليدية للعمل وفق أحكام الشريعة الإسلامية. وتوصلت الدراسة إلى انه يمكن تفعيل نظام الصيرفة الإسلامية في البنوك التقليدية بتوفير عدة متطلبات قانونية، شرعية وإدارية، وكذلك بدراستنا لتجربة التحول السوداني تبين لنا أن السودان قامت بتحويل كلي لنظامها المصرفي إلى نظام مصرفي إسلامي وذلك بالاعتماد على أسلوب التدرج في تحوها، وأصبحت المصارف تعمل وفق رقابة وإشراف البنك المركزي الذي حول أدواته وسياسته إلى المنهج الإسلامي، أما بالنسبة لماليزيا فقد تبنت نظاما مصرفي مزدوج تمثل في فتح فروع متكاملة ومتخصصة في المصرفية الإسلامية، وكانت بداية العمل المصرفي الإسلامي في الجزائر بإنشاء بنك البركة في بداية التسعينات من القرن الماضي، ومصرف السلام عام 2008 غير أن المنظومة البنكية الجزائرية عرفت العديد من الإصلاحات لعل من أهمها قيام المشرع الجزائري بوضع نظام خاص بتنظيم الصيرفة الإسلامية إلا أنه واجه جملة من العراقيل التي أدت لإلغائه دون تطبيقه لكن مع تزايد رغبة المجتمع في التعامل المالي الموافق لأحكام الشريعة الإسلامية ولوجود إرادة سياسية لبناء اقتصاد متوازن فقد أقدم بنك الجزائر بإصدار نظام رقم (20-02) الخاص بالعمليات البنكية المتعلقة بالصيرفة الإسلامية وذلك بغيت مواكبة المالية الإسلامي